اشتباكات جديدة بين قوات تيغراي ومنطقة عفار تعيد التوتر إلى إثيوبيا بعد عامين من الحرب

شهدت إثيوبيا تصاعدًا جديدًا في التوترات، بعد أن اتهمت إدارة منطقة عفار قوات جبهة تحرير تيغراي بشن هجوم عسكري واسع على أراضيها، ما أعاد إلى الأذهان مشاهد الحرب الأهلية التي أنهكت البلاد بين عامي 2020 و2022.
وأكدت إدارة عفار في بيان رسمي أن قوات تيغراي نفذت هجومًا استهدف منطقة ميغالي باستخدام الأسلحة الثقيلة، من بينها المدفعية وقذائف الهاون، وأسفر القصف عن إصابات بين المدنيين وتدمير ممتلكات خاصة.
وأشارت الإدارة إلى أن المهاجمين سيطروا على نحو 6 قرى في المنطقة، مؤكدة أن سلطات عفار لن تقف مكتوفة الأيدي وأنها ستتخذ إجراءات دفاعية لحماية أراضيها وسكانها إذا استمرت الاعتداءات.
في المقابل، لم تصدر جبهة تحرير شعب تيغراي أي بيان رسمي يوضح موقفها من الاتهامات الجديدة، رغم محاولات عدد من وسائل الإعلام الدولية التواصل مع قياداتها، ما أثار تساؤلات حول نوايا الجبهة وخططها المستقبلية في ظل المناخ السياسي المضطرب الذي تشهده إثيوبيا.
ويأتي هذا الهجوم في وقت حساس تمر به البلاد، إذ لم تلتئم بعد جراح الحرب الأهلية السابقة التي دارت رحاها بين قوات تيغراي والحكومة المركزية. تلك الحرب، التي امتدت لعامين كاملين، خلفت وراءها ما يقارب 600 ألف قتيل وأكثر من مليون نازح، إلى جانب تدمير واسع للبنية التحتية وانهيار اقتصادي وإنساني غير مسبوق.
من ناحية أخرى، يرى مراقبون أن هذا التصعيد الجديد قد يكون مرتبطًا بالخلافات السياسية التي تصاعدت مؤخرًا بين حكومة أديس أبابا وجبهة تحرير تيغراي، خاصة بعد قرار اللجنة الانتخابية الإثيوبية في مايو الماضي بحظر نشاط الحزب التابع للجبهة لأسباب وصفت بأنها “فنية”.
كما أن اتهامات الحكومة المركزية للجبهة بإقامة علاقات مشبوهة مع دولة إريتريا زادت من حدة التوتر وأعادت المخاوف من اندلاع مواجهات جديدة.
وتشير تقارير محلية إلى أن الوضع الأمني في المناطق الحدودية بين تيغراي وعفار يشهد حالة من الاستنفار، مع تحركات عسكرية محدودة للطرفين، وسط دعوات من المجتمع الدولي لضبط النفس وتغليب لغة الحوار على السلاح، خشية عودة البلاد إلى دوامة العنف مجددًا.
ورغم مرور عامين على توقيع اتفاق السلام الذي أنهى الحرب السابقة، فإن الأحداث الأخيرة توضح أن جذور الصراع لا تزال قائمة، وأن مسار المصالحة بين الأطراف المتنازعة لم يحقق بعد الاستقرار المنشود في إثيوبيا، التي تواجه تحديات سياسية واقتصادية متزايدة تهدد وحدتها واستقرارها الداخلي.






